تأثير صندوق الاستثمارات العامة: الأثر الحقيقي للاستثمارات الرائدة يمتد من المملكة العربية السعودية إلى العالم

رؤى عالمية مع الصندوق
10 ديسمبر 2024 الرياض، المملكة العربية السعودية

تعود صناديق الثروة السيادية بالنفع على اقتصاد الدولة ومواطنيها من خلال الاستثمارات المصممة لتحقيق أفضل النتائج الدائمة.

 

يقوم صندوق الاستثمارات العامة - أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وأكثرها تأثيرًا - بتصميم استثماراته لتحقيق فوائد متعددة للمملكة العربية السعودية والعالم. "تأثير صندوق الاستثمارات العامة" يحقق نتائج فورية على الاقتصاد والأفراد لتعزيز الأثر الإيجابي بشكل أسرع.

 

ويظهر أثر هذا النهج في تسريع التحوّل الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، والتي تعد المخطط الوطني لتنويع الاقتصاد وتحقيق الازدهار داخل المملكة وخارجها.

 

بوصفه محركًا لرؤية 2030، حدد صندوق الاستثمارات العامة 13 قطاعًا استراتيجيًا في السوق المحلية، استنادًا إلى عوامل جاذبية السوق والحجم والإمكانات والميزة التنافسية. وتحظى هذه القطاعات ذات التوجه المستقبلي باستثمارات رأسمالية كبيرة على المدى الطويل لتكون بمثابة حجر الزاوية في الاستثمار، بما يسهم في تعزيز دور القطاع الخاص.

 

تسلط هذه القطاعات - التي تشمل المركبات والتنقل والمرافق ومصادر الطاقة المتجددة والطيران وغيرها - الضوء على مزايا التمويل الموجه للأفراد، بما يتجاوز النتائج الفورية مثل الدعوة إلى مزيد من الاستثمار.

 

قيادة الابتكار: في قطاع المركبات

ترمز السيارات إلى الحياة العصرية بما فيها من الحرية والراحة. إلا أن صناعة السيارات هي أيضاً واحدة من أكبر الصناعات ذات الـتأثير المضاعف في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، فهي تؤثر على النمو الاقتصادي والتكنولوجيا والوظائف. ويمتد الدافع لتوطين قطاع صناعة السيارات في المملكة العربية السعودية على كامل مستوى سلسلة القيمة، ليشمل أيضاً التحول في مجال الطاقة والتنقل المستقبلي والاستدامة. مثال على ذلك: شركة "سير"، أول علامة تجارية للسيارات في المملكة، التي تم تطويرها وتصنيعها محلياً بالتعاون مع شركاء دوليين مرموقين، والتي تدعم التحول إلى السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية. ومن المتوقع أن يستحدث المشروع المشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وفوكسكون 30,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بما في ذلك التصنيع المتقدم، مع جذب أكثر من 150 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ومن المتوقع أيضًا أن يضيف مشروع ”سير“ 8 مليارات دولار بشكل مباشر إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بحلول عام 2034.

 

صندوق الاستثمارات العامة مستثمر في شركة لوسِد جروب الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة.

وللاستدامة كذلك دورها وأهميتها، حيث ستتماشى بطاريات سيارات "سير" الكهربائية مع أهداف الحياد الصفري، وستستخدم طاقة أقل وتولد مخلفات أقل. تتضمن آفاق "التأثير" المستقبلية تكنولوجيا تخزين البطاريات التي تدعم قطاع الطاقة المتجددة والمرافق المتنامية في المملكة العربية السعودية وتبنّي التصنيع بمواد مبتكرة ومنتجات جاهزة للسوق من أجل الامتداد إلى صناعات أخرى. وبالمثل، فإن استثمار صندوق الاستثمارات العامة في شركة لوسِد جروب للسيارات الكهربائية الفاخرة يعزز هذا القطاع مع افتتاح أول مصنع دولي لها في المملكة العربية السعودية في عام 2023، والذي بدأ في تنمية سلسلة الإمداد المحلية وتعزيز تنمية القوى العاملة من خلال الوظائف وبرامج التدريب.

 

تعمل مبادرات أخرى في قطاع السيارات على بناء منظومة سلسلة الإمداد. فالمشروع المشترك لصندوق الاستثمارات العامة مع شركة بيريللي سيُعنى بتصنيع إطارات عالية الجودة في المملكة تحت علامة بيريللي التجارية، إلى جانب تصنيع وتسويق الإطارات تحت علامة تجارية محلية جديدة، كما سينتج مشروع مشترك مع هيونداي 50,000 سيارة كهربائية وسيارات محرك احتراق داخلي سنوياً في مصنع تبلغ تكلفته 500 مليون دولار. وتدعم الشركات التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة بيئة التصميم والتصنيع، مثل شركة "تسارع" التي ستحقق الكفاءة اللوجستية وكفاءة الموردين، وشركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية (EVIQ)، التي ستنشئ شبكة وطنية من مراكز الشحن السريع للسيارات الكهربائية.

 

الطاقة النظيفة: المرافق ومصادر الطاقة المتجددة

يعتمد النمو الاقتصادي - والحياة العصرية التي يتيحها - على وفرة الطاقة. وتماشياً مع التزام صندوق الاستثمارات العامة بتطوير 70% من قدرة الطاقة المتجددة في المملكة بحيث تبلغ حصة الطاقة المتجددة 50% من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2030، يركز الصندوق على الطاقة الكهربائية النظيفة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحلية المياه بطرق مبتكرة والهيدروجين الأخضر للمساعدة في بناء أمن الطاقة وتعزيز التنمية على نطاق واسع لقطاع شهد تضاعف أعداد الوظائف تقريباً في جميع أنحاء العالم بين عامي 2012 و2022. وتكتسب الطاقة النظيفة والموثوقة والميسورة التكلفة أهمية خاصة بالنسبة للنمو الصناعي السريع في المملكة، فضلاً عن دعم أجندة الاستدامة. وتتضمن الخطة مشاريع للمساعدة في تطوير قطاعات مثل التصنيع، بالإضافة إلى توليد الطاقة المتجددة بأسعار معقولة للتصدير

 

محطة سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وهي واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم التي أقيمت بعقد واحد شامل.

 

شركة أكوا باور، إحدى شركات محفظة صندوق الاستثمارات العامة، وهي شركة دولية مطوّرة ومستثمرة ومشغلة لمحطات توليد الطاقة وتحلية المياه، إلى جانب ريادتها في توفير هذه السلع بشكل موثوق وميسور التكلفة لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي.

 

بالشراكة مع الشركة القابضة للمياه والكهرباء المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة "بديل" وشركة "أرامكو السعودية" للطاقة والكيميائيات، تقوم شركة أكوا باور ببناء محطات كهروضوئية لتحويل أشعة الشمس مباشرة إلى كهرباء. وستُضاف محطات حضن والمويه والخشيبي التي تبلغ قيمتها 3.3 مليار دولار إلى محطات الرس 2 وسدير والشعيبة 2 وسعد 2 والكهفة القائمة، وستوفر المشاريع الثمانية مجتمعة 13.6 جيجاواط من الطاقة الشمسية. وقد سجلت سدير، وهي واحدة من أكبر المحطات الكهروضوئية في العالم التي أقيمت بعقد واحد شامل، ثاني أقل تكلفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، وستعوض الانبعاثات بمقدار 2.9 مليون طن سنويًا.

 

شيبارة، أول منتجع فاخر تملكه وتديره شركة البحر الأحمر الدولية، يعمل بالكامل بواسطة محطة مخصصة لتوليد الطاقة الشمسية.

 

كما أن النهج المميز الذي يتبعه صندوق الاستثمارات العامة في تحقيق التكامل بين مختلف استثماراته يعمل أيضاً على تسريع وتيرة مصادر الطاقة المتجددة. وتعمل شركة البحر الأحمر الدولية المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة على مشاريع رائدة تشمل الوجهة السياحية الفاخرة ”البحر الأحمر“، التي افتتحت ثلاثة منتجعات وستقوم بتشغيل ما مجموعه 50 فندقاً بحلول عام 2030 - جميعها تعمل بالطاقة الشمسية. وقد تم بناء خمس محطات شمسية خلال المرحلة الأولى من مشروع البحر الأحمر في إطار تحالف "البناء والتملك والتشغيل ونقل الملكية (BOOT)" بقيادة شركة أكوا باور، وتم تركيب 760,000 لوح شمسي العام الماضي لدعم البنية التحتية للمشروع الضخم. ويتضمن المشروع واحداً من أكبر مرافق تخزين البطاريات في العالم (حوالي 1,300 ميجاواط\ساعة) لضمان تشغيل الموقع بأكمله بشكل مستمر من مصادر الطاقة المتجددة. وتجدر الإشارة إلى أن شركة البحر الأحمر الدولية وشركة زين السعودية للاتصالات أطلقتا أول شبكة لاسلكية خالية من الكربون تعمل بالطاقة الشمسية بتقنية الجيل الخامس اللاسلكية في العالم في عام 2023.

 

الأفق هو الحدود: الطيران

بناءً على الإنجاز الذي حققته المملكة العربية السعودية باستقبال أكثر من 100 مليون سائح في عام 2023، يرتقي قطاع الطيران في المملكة إلى آفاق جديدة.

 

يجتمع السفر والخدمات اللوجستية والاتصال معاً في منظومة العمل لصندوق الاستثمارات العامة الذي يشمل الطيران العام وشركات الطيران التجارية والخدمات.

 

ومن المتوقع أن يكون مطار الملك سلمان الدولي الجديد أحد أكبر المطارات في العالم، وسيعزز تجربة الطيران لـ 120 مليون مسافر مستهدف بحلول عام 2030. وسيكون مقراً لشركة الطيران الرائدة الجديدة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة ”طيران الرياض“، التي ستستفيد من موقع المملكة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا لتكون الرياض بوابة عالمية للسياحة والنقل والتجارة.

 

سيخدم المطار المنتجعات الفاخرة التابعة لشركات صندوق الاستثمارات العامة التي تفتح شواطئ ومواقع تراثية لم يسبق للكثيرين حول العالم رؤيتها، مما يثير رغبة دولية في السياحة المتجددة والسفر التجريبي الثقافي.

 

أعلنت شركة طيران الرياض في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثامنة في أواخر أكتوبر الماضي عن طلبها لشراء 60 طائرة من الجيل الجديد من طائرات إيرباص A321، في صفقة بمليارات الدولارات ستسهم في تحسين أسطولها ودعم الاستدامة من خلال توفير واحدة من أكثر الطائرات كفاءة في استهلاك الوقود في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد هذه الطلبية في ترسيخ مكانة الرياض كمركز استراتيجي عالمي رئيسي للطيران.

 

تقدم شركة الطائرات المروحية خدمات تجارية تتراوح بين النقل الطبي في حالات الطوارئ والسفر لخدمة الشركات وأغراض السياحة.

 

تشمل الأعمال التي تم إنشاؤها على امتداد سلسلة القيمة، شركة الطائرات المروحية، وهي أول شركة تجارية للطائرات المروحية في المملكة العربية السعودية، تقدم خدمات الطوارئ الطبية والخدمات الجوية والسياحية والتأجير الخاص؛ وشركة AviLease، وهي شركة عالمية صاعدة لتأجير الطائرات، تمتلك وتدير أحدث التقنيات والطائرات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود؛ بالإضافة إلى الاستثمار في شركة السعودية لهندسة الطيران لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات.

 

التأثير المضاعف

يساهم فتح الفرص للقطاعات الواعدة لتحفيز التحول الاقتصادي في المملكة والمساهمة في تشكيل الاقتصاد العالمي في إحداث تأثير مضاعف.

 

يمتلك صندوق الاستثمارات العامة ما يقارب من 925 مليار دولار أمريكي من الأصول تحت الإدارة، وقد أسس 99 شركة في محفظته، واستحدث أكثر من 1.1 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المملكة والعالم.

 

وتتمتع القطاعات الجديدة والناشئة بمكانة تؤهلها لتحقيق "نمو مستقبلي مؤكد" من خلال تحفيز الابتكار واستدامته على كل المستويات. تدعم البنية التحتية والمحتوى المحلي في تمكين نمو القطاع الخاص وتعزيز سلاسل القيمة والمرونة. كما تعمل الإدارة الرشيدة على وضع معايير في مجال الطاقة النظيفة وكفاءة استخدام الموارد، ومعالجة تغير المناخ، وتعزيز الوصول إلى صادرات الطاقة بأسعار معقولة.

 

وتعمل الشراكات على دفع عجلة الاستثمار، وتوفير ميزة متبادلة في النمو الاقتصادي، وتطوير القوى العاملة، وتبادل التكنولوجيا. يُعد صندوق الاستثمارات العامة المحرك الاستثماري الذي يقود التحول في المملكة العربية السعودية والعالم. هذا الالتزام بإحداث التأثير وإتاحة الفرص على نطاق واسع في مختلف المناطق الجغرافية والصناعات والقطاعات يحقق سلسلة من النتائج الفورية والقوية والدائمة على الاقتصاد والأفراد؛ بما يدعم الازدهار في جميع أنحاء المملكة وحول العالم.