تعزيز صندوق الاستثمارات العامة للتنوع في مجالس الإدارة يصنع أثراً بعيد المدى

• اتباع نهج بأهداف على المدى البعيد، مع حوكمة مشددة وتنوع مجالس الإدارة، عوامل أساسية لنجاح شركات محفظة صندوق الاستثمارات العامة
• مجالس إدارة صندوق الاستثمارات العامة تتميز بوجود الخبرات الدولية والمعرفة الشاملة للقطاعات وفقًا لعضو مجلس إدارة شركة AviLease، 
• يمتلك أعضاء مجالس إدارة شركات محفظة الصندوق دوراً حاسماً في صنع الأثر الذي تتركه مبادرات الصندوق الاستثمارية الساعية لرسم ملامح المستقبل

يتبّع صندوق الاستثمارات العامة نهجاً مختلفاً عندما يتعلق الأمر بعضوية مجلس إدارة شركات محفظته. ويعتمد نهجه عند ترشيح الأعضاء واختيارهم على تحليل شامل لأهداف كل شركة وأهدافها الاستراتيجية، مع التأكد من أن القدرات تتناسب مع الدور، بصرف النظر عن الموقع الجغرافي.

وقال سعد الكرود، كبير الإداريين والأمين العام لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة: "الدور الأمثل لأعضاء مجالس الإدارة لا يقتصر على متابعة عوائد المساهمين، بل هم كذلك أفضل شركاء لنا في رحلة النجاح. ومن خلال مواجهة التحديات وتعزيز ثقافة الابتكار، تضمن هذه الشراكة نمو استثمارات صندوق الاستثمارات العامة على المدى الطويل".

وتمثّل هذه العملية مرتكزاً مهماً للمشاريع الاستثمارية الناجحة، مما يضمن تحقيق أهداف شركات محفظة الصندوق، والمساهمة في استراتيجيته الشاملة. ويولي الصندوق أهمية قصوى لدوره المهم كجهة جاذبة للكفاءات من جميع أنحاء العالم، ويطبق ذلك في خلال رحلة البحث عن أفضل الكفاءات لمشاركته الشغف في العمل الذي تقوم به شركات محفظته. 

وقال فهد سندي، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لهندسة الطيران، ونائب رئيس مجلس الإدارة لشركة الطائرات المروحية، وعضو مجلس إدارة شركة تأجير الطائرات “Avilease”: “إنشاء قطاعات جديدة يعد أمراً رائعاً وبالغ الأهمية. المهمة الفعلية هي الاستثمار، لكنه استثمار من أجل الوطن". 

ويشرف أعضاء مجلس الإدارة في شركات محفظة صندوق الاستثمارات العامة على استراتيجية طويلة المدى وينفذون السياسات الاستثمارية، في حين تضمن الحوكمة المتينة للصندوق الشفافية وكفاءة اتخاذ القرار.

وقال سندي: "تكمن قوة مجالس إدارة صندوق الاستثمارات العامة والمجالس التي أعمل فيها في حجم النطاق التي تتعرض له والخبرات الدولية التي يتم تقديمها ومستويات المعرفة والمهارات القادمة من قطاعات متعددة."

من جانبها، قالت أنجو باتواردهان، عضو مجلس إدارة بنك الخليج الدولي (السعودية): "في بنك الخليج الدولي، يشجع رئيس مجلس الإدارة وجهات النظر المختلفة ويشجع الآراء المخالفة." وتؤكد باتواردهان على أن الجميع قادر على عرض وجهة نظره مهما اختلفت الآراء، نظرا لأهمية هذا التنوع في عملية اتخاذ القرار.

وأشار طارق العمودي، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في بوبا العربية، وعضو مجلس الإدارة وعضو لجنة الترشيحات والمكافآت لعدد من شركات محفظة صندوق الاستثمارات العامة، ومن ضمنها: الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي)، والشركة السعودية للاستثمار السياحي (أسفار)، وشركة وسط جدة للتطوير، إلى أهمية بناء معرفة جماعية لمجلس الإدارة.

وتحدّث أرندت راوتينبيرق، عضو مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية، عن الأمور المتعلقة بتشكيل مجلس إدارة يضم جنسيات متعددة قائلاً: "أعتقد أن التنوع يحمل معه دائماً التحدي المتمثل في ضرورة عدم التجاوز على الآخرين. ما زلت أدرك ذلك وأتعامل معه، وأرى أنه أصبح أمراً في غاية السهولة لوجود مرحلة التهيئة للموظفين، والتي أشعرتني بحرارة الترحيب والتقدير الكبير." 

كما أشارت نبيلة التونسي، رئيس Viridi MENA Company، وعضو مجلس إدارة مستقل في شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إلى أهمية التعلّم ودوره في إتاحة الفرصة لاكتشاف تقنيات جديدة وشركات وفرص عمل جديدة.

ويعد هذا الأمر ضرورياً بالنظر إلى التحديات التي يقدّمها صندوق الاستثمارات العامة في صنع قيمة طويلة الأمد للشركات، لا تقتصر على القيمة المالية فحسب.  وفي هذا السياق، قال ياسر العبيداء، الرئيس التنفيذي لشركة سدير للأدوية، وعضو مجلس إدارة شركات تطوير منتجات الحلال، إنه في حال كانت الشركة تعمل على المستوى الإقليمي، فسيكون لدى الصندوق فرصة رائعة وفريدة لتنمية قيمتها من الناحية المالية، وكذلك من ناحية التأثير على المجتمع.

إن الدور الرائد الذي يلعبه صندوق الاستثمارات العامة في تحويل اقتصاد المملكة العربية السعودية يعني أن له أيضاً تأثيراً عالمياً. ومما لا شك فيه أن المجموعة الكبيرة من الخبراء المحليين والدوليين، الذين يشكلون مجالس إدارة شركات المحفظة المتنوعة لصندوق الاستثمارات العامة، يمتلكون دوراً حاسماً في صنع الأثر الذي تتركه مبادرات الصندوق الاستثمارية لرسم ملامح المستقبل. وقد رُصدت هذه الإنجازات في ملتقى الصندوق لأعضاء مجالس الإدارة، الذي انعقد في نوفمبر 2023، والذي جمع أعضاء مجالس الإدارة من دول وقطاعات مختلفة، وكان الحدث بمثابة منصة لتبادل المعرفة لتحديد مسار النجاح.