مركز الملك عبد الله المالي (كافد) نموذجاً رائداً للمدن الذكية

تسعى المناطق التجارية والمالية إلى توفير بيئات عمل أكثر ملائمة، ومراكز أكثر حيوية تدعم الاستدامة والحلول الذكية لجذب المواهب والاحتفاظ بأفضل الكوادر، ونظراً لهذه الأسباب تزايد الاهتمام بالمدن الذكية والتي توفّر أماكن للترفيه والعمل في محيط لا يتجاوز 15 دقيقة سيراً على الأقدام.

 

ومن هذا المنطلق، يعد مركز الملك عبد الله المالي (كافد)، والمملوك لصندوق الاستثمارات العامة، من أبرز الوجهات الرائدة للأعمال وأساليب الحياة، ليجسّد بذلك القيم الأساسية لرؤية المملكة 2030. ولا يقتصر دور (كافد) على المساهمة الفاعلة في جهود النمو والتنوع الاقتصادي، وإنما سيقدّم أيضًا مجتمعًا نابضًا بالحياة في قلب مدينة الرياض، ليمثّل بذلك مدينةً داخل مدينة تضم العديد من المباني الاستثنائية المستوحاة من مزايا الطبيعية المحلية.

 

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة إدارة وتطوير مركز الملك عبد الله المالي (كافد)، جاوتام ساشيتال، في لقاءه مع "رؤى عالمية مع الصندوق" والذي يسكن ويعمل داخل مركز الملك عبد الله المالي، أن (كافد) تعد نموذجاً لمدينة تتطلب فقط 10 دقائق وليس 15 دقيقة للوصول إلى الأماكن التي تحتاجها. 

 

وبخصوص استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على (كافد)، قال جاوتام ساشيتال أن هذه الخطوة ستعود بالفائدة على (كافد) من ناحية الاستفادة من أفضل الممارسات للشركات الأخرى التابعة للصندوق، وكذلك إتاحة فرص العمل مع هذه الشركات. 

 

وتبلغ المساحة الإجمالية الأرضية لمركز الملك عبد الله المالي (كافد) حوالي 3.2 مليون متر مربع، وسيضم المشروع عند استكماله أكثر من 3,000 وحدة سكنية، إلى جانب مليون متر مربع من المساحات المكتبية من الدرجة الأولى، و220 ألف متر مربع من مساحات التجزئة والأطعمة والمشروبات، و110 ألف متر مربع من مساحات الترفيه.

 

كما يعتبر المركز أكبر مشروع تطوير عقاري حائز على شهادة ليد البلاتينية للقيادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED ND Platinum)، وهي أعلى اعتماد يمنحه مجلس المباني الخضراء الأمريكي، الهيئة الرائدة عالميًا في مجال تكنولوجيا المباني الخضراء. وتم إنشاء كافد بمشاركة أكثر من 25 شركة من أبرز شركات التصميم والهندسة المعمارية العالمية، بما في ذلك شركات فوستر آند بارتنرز وهينينغ لارسن أركيتكتس وجينسلر.

 

وخلال اللقاء مع جاوتام ساشيتال، قال "تشكل الاستدامة عنصراً أساسياً من التخطيط الحضري في (كافد)". حيث استلهم المخطط الرئيسي من المناظر الطبيعية المحلية. فمنطقة الوادي على سبيل المثال، منطقة خضراء مفتوحة ومخصصة للمشاة في (كافد)، وتنخفض بمقدار 5.5 متر عن مستوى الشارع لتوفر تدفقًا طبيعيًا من الهواء البارد. مضيفاً، "تم تصميم الوادي ليسمح بتدفق الهواء من خلاله، وتم تصميمه بشكل مستدام ومحاكياً للطبيعة، كما أن درجة الحرارة في هذه المنطقة أقل بـــ8 إلى 10 درجات مقارنةً بوسط مدينة الرياض".  

 

كما تم تطوير المركز وفق مبادئ الحفاظ على الموارد الطبيعية وذلك عبر استخدام المياه المعالجة للري وأنظمة التبريد، ويحتوي على نظام آلي لتجميع النفايات ويستخدم شبكة أنابيب تحت الأرض لتجميعها آلياً وفرز المواد لإعادة استخدامها، ويسهم هذا النظام في إعادة تدوير المخلفات والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر الاستغناء عن مركبات نقل النفايات. كما تم استخدام تصاميم قائمة على معايير الاستدامة وبما يتناسب مع الأجواء المحلية ويقلل من درجات الحرارة العالية عن طريق انسيابية الهواء وتطبيق أنظمة مبتكرة للتبريد الداخلي.

 

بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم مركز الملك عبد الله المالي ليكون صديقًا للبيئة وليساهم في تحسين جودة الحياة، كما يهدف للارتقاء باقتصاد مدينة الرياض إلى مستويات جديدة، ويجسّد بذلك القيم الأساسية لرؤية المملكة 2030.

 

واختتم جاوتام ساشيتال حديثه بقوله، "نحن بحاجة لاستخدام ميزاتنا الفريدة وثقافتنا". مُضيفاً، "علينا أن ندرك أننا أكبر اقتصاد في المنطقة، ونطمح لأن تصبح الرياض ضمن أكبر اقتصادات مدن في العالم بحلول عام 2030. كما نهدف إلى أن نكون مركزاً للعالم يربط بين الشرق والغرب".